languageFrançais

مسرح دُقّة يعيش على وقع أنغام مغاربيّة بإيقاع صحراوي إفريقي  

بعرض مغاربي، كان لجمهور دڤة ليلة البارحة غرة أوت 2023، موعدا مع سهرة شبابية جمعت كلّا من مجموعة "باب لبلوز" من المغرب و''نور وسليم عرجون'' من تونس. 

وبقفطانها المغربي و"السنتير" (آلة وتريّة مغربية تقليديّة) اعتلت يسرى المغنية الرئيسية لمجموعة  ''باب لبلوز'' ركح مسرح دقة  مصحوبة بفرقتها الموسيقية المتكونة من العازفين ''بريس بوتن'' وحفيظ زواوي و''جيروم بارتولوم'' الذين انطلقوا في تقديم هذا المشروع الموسيقي منذ سنة 2018، والذي يقوم على تقديم الأغاني الإنسانية والتي تحمل لكلمات ثوريّة معاصرة تنقد المجتمع وتحاول تغييره من خلال مزجها بالألحان الصحراوية الإفريقية.

وتمتع جمهور دقّة بعرض تواصل لمدة ساعة من الزمن، غنّت فيها مجموعة ''باب لبلوز'' جملة من إنتاجاتها  الجديدة والقديمة من بينها أغنية "قمرة" التي شكّلت لوحة فنية مع صورة القمر المكتمل البارحة في سماء دقة، تليها أغنية "إلى متى" التي عبّرت فيها يسرى بصوتها الشجي عن أهمية الاختلاف وقبول الآخر كقيمة إنسانية تجمعنا.

 وتميّز العرض بإنسجام وتناغم كبيرين بين أعضاء الفرقة وخاصة مع يسرى التي غنّت ورقصت على وقع الأغاني وسافرت بالجمهور إلى أجواء الأعراس المغربية وعبّرت عن مختلف المشاعر من حزن، وفرح، وثورة من خلال التصرف المحترف في صوتها.

وعبّرت يسرى لموزاييك عن انبهارها بالجمهور التونسي واعجابها بانفتاحه على شتى الأذواق الموسيقية والفنية واعتبرته من أفضل الجماهير التي التقتها.

وتطرقت يسرى في حديثها لمعنى "باب لبلوز"، اذ ترمز كلمة ''باب'' لمدينة مراكش والأبواب المختلفة التي تزين أسوارها وننفذ من خلالها إليها، على غرار "باب القشيش" و"باب دكالة" وغيرها من الأبواب. أمّا عبارة ''لبلوز'' فترمز إلى أصول موسيقى البلوز التي رأت النور في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء.

وأمّا الجزء الثاني من العرض، فقد أمّنه الثنائي الموسيقي نور وسليم عرجون  واللّذان كان حضورهما الفني متميّزا من خلال ما قدّماه من باقة أغاني باللهجة التونسية تعكس عالما موسيقيا ثريا ومعاصرا ومتعدد الألوان من أبرزها "ليك سنين" و "هيام"، "وايو" و"أطياف" التي ترجمت حالة إبداع وتناغم موسيقي في الأداء الفردي لسليم عرجون، وهو ما عكس مشهدا تماهت فيه روح الفنان مع آلته الموسيقية "clavier". ومزج الثنائي  بين الكلمة التونسية  والإيقاع الغربي العصري والذي قابله تفاعلا جماهيريا هامّا خاصة وأنّ أغلب الحضور كان من الشباب.

ولم يتجلَ التناغم بين الأخوين عرجون فقط بل كان واضحا أيضا بين بقية أفراد الفرقة المتكونة من الأخوين سلطانة  يوسف (على "الباتري") ومروان (على "الغيتار")ليساهما بدورهما في تحقيق نجاح هذا المشروع الفني على مسرح مهرجان دقة في دورته 47.

وعبّر الأخوان لموزاييك عن فخرهما بإعتلاء مسرح دقة "العريق والساحر"، وعن سعادتهما بتفاعل الجمهور معهما طوال العرض. 

وتحدّث الثنائي عن مشاريعهما المستقبلية من بينها أغنية "وايو" التي ستصدر قريبا،  وموسيقى تصويرية لفيلم على ''نتفلكس' يوم 3 أوت 2023، إضافة إلى موسيقى تصويرية أخرى لفيلم سعودي سيعرض قريبا في قاعات السينما.

هديل الهمّامي